الثلاثاء، 7 يوليو 2015

رواية فى الحلال الحلقه 5



وفي يوم الأربعاء الساعه العاشرة صباحا بالتحديد خرج محمد من محاضرته ووقف أمام إسلام وقال بحماس شديد :


- أبوسلم ، النهارده الأربعــــاء ، مش بيفكرك اليوم ده بـ حاجه ؟

إسلام محاولا إستفزاز محمد : 

- اه ان بكره الخميس وبعده الجمعه هيهيهيهيهيهي 

عقد ذراعيه أمام صدره ونظر إليه بإستنكار وقال :

- لأ يا ظريف مش كده ، البرنامج الديني اللي كنت بقولك عليه هييجي النهارده

أشاح بيده جانبا وقال بلا مبالاه : 

- يييييييييي هو إنت لسه فاكر ؟ 

ضحك محمد بثقه وقال : 

- هاهااااي طبعا يا حلو ، انا خلاص أخدت القرار ، وهتتغير يعني هتتغير 

نظر له إسلام بتعجب وقال : 
- ده انت مُصر بقي ؟!!

أومأ برأسه إيجابا وقال بتحدي :

- طبعااااااا

تنهد إسلام بعدم فهم وقال :

- يابني انا مش قادر أفهمك ، عندك إصرار غريب بجد ، بس أحب أقولك إني هتعبك جداااا ، براحتك بقي

صوب نظره تجاهه وقال بإصرار :

- أيوه انا مُصر ، وهنشوف مين اللي هيستسلم للتاني في النهايه ، وأوعدك إن أنا اللي هكسب ، لأن انا اللي صح 

- هاهاهاهاهاهاهاع, هنشووووووف

نظر له محمد وقال مؤكدا : 

- هتصل بيك بقي في الميعاد بتاعه ، وبعد ما نشوف الحلقه هنتناقش فيها ، تمام ؟

ضحك بملل وقال :

- كمااااااااان !! لأ يا عم خلاص مش هرد عليك 

إبتسم بخفه وقال محذرا :

- عــــــارف إن مردتش هتلاقيني جايلك بكره وفاضحك في الكلية كلها ، هقولهم إنك سرقت مني المذكرات بتاع د عبد الرحمن 

إبتلع إسلام ريقه بإحراج مصطنع وقال بإستسلام : 

- خلاص خلاص هرد ، برستيجي ميسمحليش إنهم يعرفوا حاجه زي كده 

- ههههههههههههههههه ماشي 
______________________

وفي المساء جلست سلمي علي موقع الفيس بوك لتتحدث مع حفصه وتقص عليها ماحدث اليوم فأرسلت بحزن :

- حفصه إنتي موجوده ؟

ظلت تنتظر الرد مايقرب من الربع ساعه ثم أرسلت مره آخري بضيق :

- حفصه إنتي فييييين ؟ عاوزاكي ضروري 

بعد قليل وجدت رسالة آتيه من حفصه : 

- معلش يا سلمي قومت أعمل حاجه وسيبت الموبايل مفتوح ، خييييير إن شاء الله قولي ؟

كتبت سلمي بمزيج من المشاعر المختلطه :

- عندي إحباط داخل جواه تحدي 

نظرت للشاشه بعدم فهم وكتبت : 

- بمعني ؟!!

- فاكره لما قولتلك إني كلمت صحباتي علي فكرة التغيير دي وهما قالوا إنهم موافقين وكده ؟ كلمتهم النهارده والبدايه مش مبشره بالخير !

تنهدت حفصه بحزن وكتبت : 

- ليييه حصل إيه ؟ 
أخذت سلمي تقص عليها ما حدث فإبتسمت حفصه بتفهم وكتبت :

- امممم خلاص مش مشكله ، انا معاكي أهو ومش هسيبك ابدا إن شاء الله ، إبدأي انتي لوحدك وحاولي معاهم واحده واحده 

زفرت سلمي بضيق وكتبت : 

- مكنتش عاوزة كده ، كمان اتضايقت جدااا لما إتريقوا عليا وحسوا إني كده بهرج معاهم وإني مش جاده في الموضوع ، رغم إني متأكده إن أنا اللي صح ، ومتفائله خير وإن أكيييد مع الوقت الحاجات البسيطه دي هتكبر ، صح ولا إيه ؟

أومأت برأسها إيجابا وكتبت بثقه :

- صح طبعـــــــا ، أي إنسان بيفكر إنه يتغير أو يلتزم بمعني أصح ، طبيعي جدااااا هيلاقي صعوبات كتير وناس بتستخف باللي هو بيعمله ، بس عارفه ؟ لما يبدأ التغيير ده يبان عليكي هتلاقي الناس بعد كده في عيلتك وكليتك بيتخذوكي قدوه ليهم ، ساعتها بس هتحسي إن إنتي كنتي صح وإن الحاجات البسيطه دي كبرت وكبرت لحد ما بقت سلمي الملتزمة بجد وهما كلهم هتلاقيهم لسه وافقين مكانهم 

تنهدت بأريحيه وكتبت :

- كلامك بيريحني علي فكره ، كمان انا من النوع اللي دماغي ناشفه اوي في الحق ، ولو أخدت قرار بنفذه حتي لو الكل وقف ضدي ، ربنا يستر بقي 

إبتسمت حفصه وكتبت : 

- ربنا يريح قلبك ، يلا بقي هتقوليلي علي القرار رقم 2 إمتي ؟

تنهدت سلمي بحماس وكتبت : 

- أول ما أخده هقولك بإذن الله
____________________________

وفي الساعه الثامنة مساءا بالتحديد ، كان إسلام نائما عندما رن هاتفه المحمول فإستيقظ بصعوبه وزفر بضيق وقال : 

- إيه القلق ده بس ! مش قادر بقي مش مهم !
وبعدها بلحظات وجد صوت الهاتف لم يصمت فصرخ قائلا :

- اووووف بقي ، يـااااااااااهنـد 

هرولت هند بإتجاه غرفته عندما سمعت صرخاته وقالت :

- أيوه عاوز إيه ؟

وضع الوساده فوق رأسه وقال بضيق مصحوب بالنعاس :

- سكتي البتاع ده علشان مش عارف أنام 

أمسكت هند بالهاتف ونظرت للمتصل فوجدته محمد فأخبرت إسلام بذلك فقال بتعب :

- عاوز إيه يا محمد دلوقتي بس ؟!!

إقتربت منه أكثر وأشارت بيدها لتعطيه الهاتف وقالت :

- طيب خد رد وشوف عاوز إيه ! 

- مش قـــادر بجد ، عينيا بتقفل لوحدها 

- يابني لحسن يكون عاوزك في حاجه مهمه !

إنتبه إسلام فجأة ونظر لها بتأمل وقال :

- إستني كده ، هو النهارده الأربعاء صح ؟

أومأت برأسها إيجابا فتنهد قائلا :

- ااااااه يبقي بيتصل علشان يقولي علي البرنامج الديني !

نظرت له هند بفضول وقالت :

- برنامج ديني ؟!! إشمعني ؟

زفر بملل وقال :
- يا ستي مش مهم بقي ، خلاص خلاص سيبي الموبايل وإمشي

تركت الهاتف وكادت أن تخرج من الغرفه ولكنها وجدته يصرخ مره آخري ويقول : 

- ييييييي ده بيرن تاني ، بقولك إيه إقفلي الموبايل واطلعي وخدي الباب في إيدك 
- يابني عيب كده ، لحسن يزعل !

نظر لها بغضب وقال ثائرا :

- خلاص ياهند إعملي الموبايل صامت او خديه معاكي بره او إعملي أي حاجه بقي ، مش وقت برامج دلوقتي انا نايم علي نفسي أصلا 

أمسكت الهاتف بضيق وقالت :

- خلاص يا عم بهدوء طيب !! انا هاخده معايا يمكن حد من أهلنا يتصل ولا حاجه ، نام ياخويا براحتك !
________________________

مازالت سلمي جالسه تتابع جروب هنعيشها صح وتبحث عن الخطوه القادمه في التغيير ، كانت تشعر براحه شديده وهي واحده من أفراد هذا المجتمع ، مجتمع نقي ، راق وبه روحانيات عـــاليه ، حقــــا كانت سعيده أنها أصبحت واحده من أبناء هذا الجروب ، 

كــانت تشعر بالدهشه من هذه السرعه في إتخاذ هذا القرار بالتحديد ، هل من الممكن أن يكون الله قد بعث لها حفصه لتدلها علي هذا الجروب كـ رسالة من الله لها لتتقرب منه ؟ ام انها هي التي كانت بحاجه ماسه إلي التغيير ووجدت راحتها في هذا المجتمع الراقي ؟

لــا تعلم شئ سوي أنها تريد أن ترتقي بنفسها فقط , وحتي لو واجهت الكثير من الصعاب ، فـ هي مؤمنه بالفكره ولن تتخلي عنها مهما حدث ..

كـــــانت تسأل الله دائما أن يدلها علي الطريق الصواب ، وأن يكون ما تفعله حاليا بداية جيده في طريق إرتقائها من إنسانه كـ كل البشر إلي انسانه قدوة 


وفي صباح اليوم التالي أخذ إسلام يبحث عن محمد في قاعة المحاضرات ولكنه لم يجده ضحكت بتعجب وقال :

- غريبه ؟! ده الواد محمد عمره ما فوت محاضره !! وكمان قافل موبايله !! ههههههه تلاقيه زعلان مني بسبب الموقف اللي عملته فيه إمبارح ، بس هو عارف اني لما بكون نايم ببقي ميت ، وكمان ده مش سبب يخليه يغيب يعني ؟!! يـارب ترد يا عم محمد وانا هعرف أصالحك زي كل مره

إقترب منه صديقه شادي وقال بإبتسامه :

- واقف لوحدك ليه يا إسلام ؟ وفين توأمك ؟

إبتسم إسلام بخفه وقال :

- توأمي لسه مجاش يا عم ، باين عليه كان سهران وراحت عليه نومه 

- ههههههه يمكن ، طيب تعالي أقف معانا بدل ما انت واقف لوحدك كده

وقف إسلام مع أصدقائه وظل يتحدث ويمرح معهم فاتاه أحد الأشخاص وأمسك بـ كتفه من الخلف ، إستدار إسلام ليري من هذا وإذا به يري فاروق فقال متعجبا : 

- فـــــاروق !!

نظر إليه فاروق بغضب شديد وقال :

- تصدق بالله ؟ إنت أحقر إنسان شوفته في حياتي 

لــ رقيه طه